image

كلمة الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم قطاع الاتصالات

المهندس بسام فاضل السرحان

بمناسبه اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات

"التكنولوجيات الرقمية لكبار السن والتمتع بصحة جيدة في مرحلة الشيخوخة"

17/5/2022

تحتفل مختلفُ دول العالم في السابع عشر من شهر أيار من كل عام باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات، وهو اليوم الذي يوافق ذكرى تأسيس الاتحاد الدولي للاتصالات في عام 1865.

ويأتي اعتماد الاتحاد لشعار " التكنولوجيات الرقمية لكبار السن والتمتع بصحة جيدة في مرحلة الشيخوخة" لهذا العام متوافقاً مع التوجهات العالمية نحو اتاحة خدمات رقمية مبتكرة، تعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وتؤدي دوراً اساسياً في تحقيق شيخوخة أكثر صحة، ومكافحة التمييز على أساس السن في مكان العمل، وضمان الشمول المالي لكبار السن، ودعم الملايين من مقدمي الرعاية في جميع أنحاء العالم.

كما يأتي طرح هذا الشعار مواكبا للتقدم الكبير في الخدمات الرقمية والتي لها تأثير على الخدمات المقدمة لهذه الشريحة من المجتمع ومن شأنها أن تكون رافدا هاما للتطوير في مجالات الرعاية والحماية والتنمية المستدامة لتمتع الجميع بمن فيهم كبار السن بأنماط معيشية صحية، ومن هنا كان من الضروري مناقشة مستقبل التحول الرقمي واتمتة الخدمات وفرص الارتقاء بها وتحقيق طفرة نوعية في شتى مجالات الرعاية والحماية لكبار السن.

واليوم، يواصل الاتحاد مسيرته وفق أسسٍ علميةٍ ومنهجيةٍ واضحة، ركيزتها الإبداع والابتكار في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتوصيل العالم ببعضه البعض؛ ليرسم تصوراً لدوره في السنوات القادمة في تعزيز العلاقات الإنسانية، وتوفير أحدث التقنيات في مجال الاتصالات، ورفع كفاءة النشاطات الأساسيّة التي تمسّ الحياة البشرية والارتقاء بمستوى جودتها ونوعيتها، وعلى نحو متساوٍ في جميع أنحاء العالم.

فغالبا ما تتطلب التغييرات المرتبطة بالعمر بعض التغييرات في حياه الانسان اليومية وهناك العديد من الطرق الفعالة للتعامل مع التحديات المرتبطة بالتقدم بالسن ومنها التحول الرقمي، على أن الاستفادة القصوى من الفرص التي تتيحها تكنولوجيا الجيل الخامس لشبكات الاتصالات الخلوية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والرعاية الصحية عن بعد وغيرها من التكنولوجيات، توجب علينا أن نحسن إمكانية الوصول وشمول الجميع بشكل كبير.

وإن الاهتمام بهذه الشريحة المهمة من أبناء المجتمع يأتي على رأس هرم اولويات الدولة الأردنية بقيادة جلاله الملك عبد الله الثاني والتي تم تجسيدها في الخطة الوطنية لاحترام حقوق الانسان والتي تعد  منهجية حقيقية لتفعيل منظومة حقوق الانسان في الاردن والمساهمة في تحسين واقع كبار السن في المجالات الاقتصادية والعلمية والصحية، والاجتماعية، والتنموية، والبيئية، والروحية، وتطويره بناءً على المستجدات "الديموغرافية" في إطار منظومتنا القيمية والحضارية، وبالاستفادة من المعايير الدولية.

 وتؤمن الهيئة بأن تدعيم ركائز التنمية المجتمعية المتكاملة لا بدّ وأن ينطلق من تلبية متطلبات جميع الأفراد المساهمين فيها أينما كانوا ومهما كانت ظروفهم الاجتماعية أو الصحية، وبالتالي فان استخدام وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح حق اساسي لكل فرد في المجتمع، هذا بالإضافة الى كونها اداة اساسية للتأثير والتغيير في المجتمعات ورفع درجات الوعي لدى جميع الفئات والتطلع لمستقبل افضل على كافة الاصعدة، فالدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم تدعم هذا التوجه بما في ذلك نسبة انتشار الانترنت والتي حققت نسبة مرموقة في المملكة.

وفي الختام لا يسعني بهذه المناسبة إلا أن أثني على الجهود التي تبذل من كافة قطاعات المجتمع الرسمية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة في مجال رعاية كبار السن واوكد على أننا سنبذل ما في وسعنا لتسخير كافة الامكانيات والقدرات المتاحة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وبالتنسيق مع كافة الاطراف المعنية، لضمان تسهيل عمليات نفاذ كبار السن إلى مجال الاتصالات ومن أجل أن تكون تلك التكنولوجيا مأمونة وميسورة التكلفة بالنسبة إلى جميع الناس وجميع الأعمار.